كان الصمت يسيطر على البيت المهجور، حيث وقف آدم، ميرا، ودوم في قلب الظلام. كان التوتر يخيم كالسيف فوق رؤوسهم. نظر آدم بحدة إلى ميرا، عيناه تلمعان بالقلق. هل سمعت شيئًا؟ هل أدركت حقيقة ما يحدث؟
"ميرا…" بدأ آدم، صوته يحمل مزيجًا من القلق والغضب. "ماذا سمعتِ؟"
كانت ميرا تحدق فيه، عيناها متسعتان بالخوف، شفتيها ترتجفان قليلاً. "أنا… أنا… لم أسمع—"
"ميرا، أجيبي!" قاطعها آدم بحدة، لكن قبل أن يزداد توتره، تدخل دوم بسرعة.
"عليك تهدئتها، آدم!" همس دوم بتحذير، عينيه تلمعان بقلق. "لا تخفها أكثر. إنهم يراقبون حالتها العاطفية، إذا زادت مشاعرها السلبية سيشكون في الأمر."
شعر آدم بغليان داخله، لكنه علم أن دوم كان محقًا. كان الأمر أخطر بكثير مما تخيله. أخذ نفسًا عميقًا، محاولًا كبح غضبه. يجب أن أكون هادئًا.
اقترب خطوة بطيئة من ميرا، عينيه تلمعان بشيء من الحنان والاهتمام. "ميرا، استمعي إلي. عليك أن تهدئي. أرجوكِ."
لكن ميرا كانت في حالة من الذعر. كانت تحدق فيه وكأنها ترى كابوسًا. "آدم، ماذا… ماذا يحدث؟" تمتمت، صوتها يكاد ينكسر من الخوف. "كانت مجرد لعبة، لعبة بسيطة… لم أكن أعلم أن هذا سيحدث! ليتني لم أفعل… ليتني لم أطلبك من ذلك الموقع!"
شعر آدم بشيء ينكسر في داخله عند سماع كلماتها. ليتها لم تطلبه؟ لكن لا وقت لهذا الآن. كان عليه أن يسيطر على الموقف.
"ميرا، اصمتي!" قال بصوت حاد، لكن ببطء بدأ يخفف من نبرته. "أرجوكِ، استمعي لي. عليكِ أن تهدئي… وإلا سنموت."
شعرت ميرا بقشعريرة تجتاح جسدها. "نموت؟ ماذا تقصد؟"
"عليكِ أن تهدئي الآن." قال آدم بسرعة، عينيه تراقبان وجهها المتوتر. "إذا ارتبكتِ أكثر، سيعرفون أننا…"
تجمد، شعر بأنه يزيد من خوفها. حاول التفكير بسرعة، لكن ميرا كانت تحدق فيه، عيناها تلمعان بالدموع.
"آدم، أنا خائفة…" همست، جسدها يرتجف.
في تلك اللحظة، شعر بشيء يتحرك في داخله. شيء لم يشعر به من قبل. الخوف. كانت خائفة… منه؟ ومن كل ما يحدث؟
لم يعرف كيف حدث ذلك، لكنه خطا خطوة نحوها، ثم أمسك بكتفيها بلطف. كان صوت دوم يحذره، لكن آدم لم يستمع. كان بحاجة لشيء أكبر.
وبحركة مفاجئة، سحبها إلى صدره، حضنها بقوة، ثم انحنى برفق ليضغط شفتيه على شفتيها.
تجمدت ميرا في مكانها، عيناها تلمعان بالدهشة. ماذا يفعل؟
لكن آدم لم يستطع التفكير. كل ما شعر به في تلك اللحظة كان حاجته لجعلها تهدأ، لجعلها تشعر بالأمان… لطمأنتها. كانت قبلته بطيئة، لينة، كأنها محاولة لتهدئة روحها القلقة. شعر بجسدها يتجمد للحظة، ثم، ببطء، بدأت ترتخي بين ذراعيه.
شعر آدم بأنفاسها تتباطأ تدريجيًا، خفقان قلبها يهدأ. عندما رفع شفتيه ببطء من فمها، كانت ميرا تنظر إليه، عيناها مليئتان بمشاعر متضاربة. ارتجفت شفتاها، لكنها همست بصوت منخفض:
"آدم… هل… هل ستقتلني؟"
شعر آدم بشيء يمزق قلبه. كانت عيناه تلتقيان بعينيها، ولم يكن هناك شيء سوى الصدق. كيف يمكنها أن تظن أنه سيؤذيها؟
"لا، ميرا." همس بصوت عميق، لكنه كان يحمل مشاعر لم يعرفها من قبل. "لن أقتلك. سأحميك… مهما حدث."
شعرت ميرا بدمعة تنساب على خدها. كانت كلمات آدم تبدو وكأنها جاءت من أعماق روحه. هل هو جاد؟ هل يمكنها أن تثق به؟
في تلك اللحظة، شعر آدم بشيء يتغير في داخله. لم يكن خوفًا، أو قلقًا… كان شيئًا مختلفًا. ما هذا الشعور؟ تساءل في نفسه. ماذا فعلت لي هذه الفتاة؟
لكن قبل أن يتمكن من التفكير أكثر، انطلق صوت ضحكة عالية في أرجاء الغرفة.
"هاهاهاها!" انفجر دوم بالضحك، صوته يملأ المكان. "آدم… الدم البارد، بدون مشاعر… يقع في الحب! هاهاها، لم أكن أصدق أنني سأرى هذا اليوم!"
استدار آدم بسرعة، عينيه تلمعان بغضب. "اصمت، دوم!"
لكن دوم استمر في الضحك، عينيه تلمعان بالمرح. "يا إلهي، هل رأيت نفسك؟ الرجل الذي لا يهتز له جفن، يقف هنا، يحتضن فتاة، ويقبلها كأنه… عاشق!"
تقدم آدم خطوة، عينيه تشتعلان بالغضب. "دوم، قلت لك، اصمت!"
لكن دوم لم يتوقف، بل أشار إلى ميرا، التي كانت لا تزال تحدق في آدم بذهول. "انظر إليها، آدم… انظر كيف تنظر إليك. هل رأيت نفسك، أيها البارد؟ أنت… ورطة كبيرة."
شعر آدم بشيء من الإحراج يتسلل إليه، لكن قبل أن يتمكن من الرد، كانت ميرا قد أخذت نفسًا عميقًا.
"ورطة؟" سألت بنبرة خافتة، لكنها كانت تحمل شيئًا من الجرأة. "أنا… ورطة؟ يا سيد 'آدم بدون المشاعر'؟"
كانت كلماتها تحمل نبرة ساخرة، لكن عينيها كانتا تلمعان بخليط من الحيرة والإرباك. كان الأمر أكبر منها، أكبر من أن تستوعبه.
شعر آدم بشيء من الإحباط. "ميرا، اسمعيني—"
لكنها رفعت يدها، مقاطعةً إياه. "كلا، لا أريد سماع شيء الآن." ثم نظرت إلى دوم. "وأنت… من أنت؟ ولماذا تضحك؟"
شعر دوم بموجة من المرح تجتاحه، لكنه حاول كبح ضحكته. "أنا فقط… مجرد صديق قديم، يشاهد صديقًا آخر يقع في مشكلة لم يتوقعها."
"مشكلة؟" سألت ميرا بحدة، ثم نظرت إلى آدم. "ماذا يحدث هنا؟ ولماذا—"
لكن قبل أن تكمل، اقترب آدم منها بسرعة، يمسك بيدها بلطف. "اسمعي، ميرا… نحن في خطر. وإذا أردتِ الخروج من هذا بأمان، عليكِ أن تثقي بي، الآن أكثر من أي وقت مضى."
شعرت ميرا بأنفاسها تتسارع. "آدم… أنا…"
"لا وقت للشرح الآن." قال بسرعة، عينيه تلمعان بالقلق. "لكن أعدك، سأخبرك بكل شيء، عندما يحين الوقت."
كانت ميرا تحدق فيه، عيناها تحملان خليطًا من الشك والخوف… والارتباك.
"أعدك." همس بصدق، ثم ضغط على يدها برفق. "فقط… امنحيني الوقت."